الانسان كائن ثقافي | تحليل نص ماليونفسكي | المؤسسة تحكم في حاجة وتحويل لها
من يكون برونسيلاف مالينوفسكي
مالينوفسكي (1884 – 1942) انثروبولوجي انجليزي، اهتم بوظائف الثقافة في المجتمعات البدائية، حصل على الدكتوراه في الفلسفة وكان تركيزه على العلوم الفيزيائية والرياضيات، حلف مجموعة من الكتب على رأسها "الجنسية وقمعها في المجتمعات البدائية" و"الجريمة والعرف في المجتمع المتوحش" و"نظرية علمية في الثقافة".
البنية المفاهيمية للنص
- الحاجة: هي الضرورة البيولوجية الغريزية أي الحاجات الأولية اللازمة لحفظ وجود الإنسان (الحاجة الى الطعام، المسكن، الأمان، المال...).
- الميثاق: مجموع المبادئ والقواعد والقوانين المتعاقد عليها، تتحكم وتوُجه سلوك الأفراد داخل مؤسسة من المؤسسات (ميثاق القسم، ميثاق الأسرة، ميثاق التربية والتعليم...).؟
- المؤسسة: جماعة من الأفراد تكمن وظيفتها في تلبیة حاجیات الإنسان بشكل منظم، بناء على تعاقدات وقوانین، فهي جهاز محكوم بميثاق (الأسرة، أمنية، اقتصادية، صحية).
- الأسرة: هي الخلية الأساسية في المجتمع وأهم جماعاته الأولي، وهي مؤسسة اجتماعية تتشكل من خلال ميثاق يجمع بين الزوج والزوجة، وتهدف إلى تربية الأطفال وتعليمهم مجموعة من المبادئ والعادات والتقاليد التربوية.
البنية الفكرية للنص
- يلبي الإنسان حاجاته الطبيعية البيولوجية المختلفة، بشكل منظم وغير مباشر، داخل مجموعة من المؤسسات الاجتماعية، كالأسرة والمصنع والدولة وغيرها.
- تعمل كل مؤسسة من خلال ميثاق محدد، وقوانين منظمة، تسمح بتلبية الحاجات وتتحكم فيها. فالأسرة مثلا مؤسسة اجتماعية مركزية في كل المجتمعات، تقوم على ميثاق يقوم على تنظيم الغريزة الجنسية ويتحكم فيها.
- الميثاق الذي تقوم عليه كل مؤسسة على حدة، يستمد قوته من تاريخ واقعي وأسطوري، ينتج عنه قيم ومبادئ تنظم هذا الميثاق داخل المؤسسة.
- كل مؤسسة تتوفر على جهاز مادي تشتغل وتمارس وظائفها من خلاله. فالأسرة على سبيل المثال تستعمل المنزل والحقل.
إشكالات النص
يحاول مالينوفسكي من خلال هذا النص الإجابة عن سؤال مركزي يتعلق بالطريقة التي تلبي فيها المؤسسات الحاجات وتتحكم فيها ويمكن تحديد إشكالات النص في الآتي:
كيف تتحكم المؤسسة في التكوين الثقافي للأفراد...؟ وكيف تجعل من الفرد كائنا ثقافيا...؟ وكيف يلبي الإنسان حاجاته الفطرية الطبيعية من خلالها...؟
أطروحة النص
الإنسان كائن ثقافي لأنه يعيش داخل المؤسسات، ومن خلالها يلبي حاجاته الطبيعية وبأشكال مختلفة، اعتمادا على ميثاق محدد، لهذا تعد هذه المؤسسات (الأسرة، والمصنع، والدولة، وغيرها.....) من أهم تجليات الثقافة عند الانسان.
البنية الحجاجية للنص
- أسلوب العرض: يعرض صاحب النص فكرة مفادها أن المؤسسة باعتبارها إطار اجتماعي منظم هي ما يجعل الانسان كائنا ثقافيا.
- أسلوب التفسير: يقدم مجموعة من الأسباب التي جعلته يقول أن المؤسسة أساس للثقافة.
- أسلوب التعريف: وذلك بتعريفه لكل من المؤسسة والميثاق والغرض منه بيان وتوضيح أطروحته.
- أسلوب الاستنتاج: يستنتج في الأخير أن المؤسسة إطار اجتماعي يلبي حاجة الفرد ويتحكم فيها ويحولها، أي أن المؤسسات تحول الانسان من كائن طبيعي الى كائن اجتماعي ثقافي.
قيمة النص
تتجلى قيمة النص في تأكيده على أن الإنسان كائن ثقافي منتج للثقافة، وتتجلى ثقافته في عدة مظاهر ومن أهمها المؤسسات. فقد استطاع هذا الانسان أن يبتكر مجموعة من المؤسسات التي تضمن له تلبية حاجاته وتنظيمها، عبر مجموعة من المواثيق الاجتماعية.