📁 منوعات

تحليل نص كلود ليفي ستراوس مشكلة التمييز بين الطبيعة والثقافة

كلود ليفي-ستراوس

أنثروبولوجي وفيلسوف فرنسي (1908–2009)، يُعدّ مؤسّس الأنثروبولوجيا البنيوية. درس الأساطير والقرابة والثقافات البدائية، واعتبر أن العقل الإنساني يعمل وفق بُنى ثابتة مشتركة بين جميع المجتمعات، بغضّ النظر عن اختلاف ثقافاتها.

إشكالات النص

  • ما الطبيعة...؟ وما الثقافة...؟
  • وهل يمكننا أن نميز بين ما هو طبيعي وما هو ثقافي في الإنسان...؟
  • وهل هناك حدود واضحة بين الفعل الطبيعي والفعل الثقافي عند الانسان...؟

🎓 استمر في التعلّم معنا

إذا أعجبتك هذه التحليلات الفلسفية وتريد شرحًا أكثر تفصيلًا وتمارين تطبيقية، اشترك في قناتنا على اليوتيوب لتصلك الدروس الجديدة أولًا بأول.

👉 اشترك في قناة Philorami على اليوتيوب

أطروحة النص

يرى كلود ليفي ستراوس أن مسألة التمييز بين ما هو طبيعي وما هو ثقافي في الإنسان مسألة صعبة وشائكة، وأن التحليل الواقعي والتاريخي لسلوكات الانسان، وأنماط عيشه، لم يستطع أن يبين أين تنتهي الطبيعة وأين تبدأ الثقافة، وذلك نظرا للتعقيد والتداخل الذي يميز الظواهر الإنسانية. ولهذا يقترح من أجل حل مشكلة التمييز بين الطبيعة والثقافة حلا منهجيا ونظريا يمثل في الاستناد إلى معيارين للتمييز هما: القاعدة والكونية، فكلما عثرنا على القواعد فهذا يعني أننا في إطار ما هو ثقافي، المتميز بالنسبية والخصوصية في العادات والسلوكات الإنسانية. وبالعكس، كلما وجدنا أنفسنا أمام ما هو كوني فالأمر يتعلق بما هو طبيعي، والمتميز بالكونية والعمومية والثبات.

الوحدات الفكرية للنص

📝 لا يوجد أي دليل تاريخي واقعي يمكن اعتماده للتمييز بين السلوك الطبيعي والسلوك الثقافي في الانسان.

📝 صعوبة تمييز الطبيعي والثقافي في السلوك الانساني، فمن الأفعال الانسانية ما هو استجابة لطبيعته، ومنها ما هو استجابة لثقافته. وقد اعطى كلود ليفي ستراوس مجموعة من الأمثلة لبيان هذا التداخل (رفة العين، يد الفارس، خوف الطفل).

📝 لا يوجد أي تمييز عملي وبالتالي فشل جميع الدراسات السابقة في التمييز بين الطبيعي والثقافي، ولهذا يقترح ستراوس تمييز نظري منهجي فقط.

📝 اعتمد كلود ليفي ستراوس على معيار القاعدة والكونية في تحديد ما هو طبيعي وما هو ثقافي.

البنية المفاهيمية للنص

🌿 الطبيعة: حسب هذا النص تشير الى كل ما هو فطري طبيعي غريزي في الانسان.

🎭 الثقافة: تشير حسب النص الى كل ما يتعلمه الانسان أي ما يكتسبه الشخص من المجتمع الذي ينتمي اليه من أفكار وعادات وسلوكات وقيم....

🌐 الكونية (الشمولية): يدل على ما هو عام ومشترك وثابت ولا يخص فردا أو جماعة بل يكون ملائما لكل الافراد والوضعيات، ويقصد به داخل هذا النص الجانب الغريزي في الانسان كالأكل والشرب والنوم وغيرهما.

📜 القاعدة: تدل على ما هو خاص ونسبي ومتنوع ومتغير، ويدخل في ذلك نظام العادات والأعراف والقوانين والمؤسسات وغيرها.

البنية الحجاجية للنص

📍 حجة المثال: وهي كثيرة ومختلفة في النص وذلك لبيان صعوبة التمييز بين الطبيعي والثقافي في الفعل الانساني (مثل فعل الخوف).

⚖️ حجة المقارنة: يقارن بين الأفعال الطبيعية في الإنسان والأفعال المكتسبة من المجتمع ليبرز لنا صعوبة عزل الأفعال الطبيعية عن الأفعال الثقافية.

حجة الاستفهام: "فأين تنتهي الطبيعة؟ وأين تبدأ الثقافة" ويستفسر من خلاله على المعيار الذي يمكن أن نتخذه كحل لإشكالية التمييز.

قيمة النص

تتجلى قيمة النص في تمييزه منهجيا بين كل من الفعل الطبيعي والفعل الثقافي في السلوك الإنساني، من خلال الكونية (العام) والقاعدة (الخاص)، فكل فعل عام وكوني ومشترك لدى الناس جميعا فهو فعل طبيعي، وكل ما هو خاص وخاضع للقواعد والعادات ومتعدد ونسبي فهو ثقافي.

خلاصة المحور الأول: التمييز بين الطبيعة والثقافة

يثير هذا المحور إشكالية رئيسية تتعلق بمفهومي الطبيعة والثقافة، فإذا كان "رالف بيلز" أقام تمييزا انطلاقا من نمطية السلوك الحيواني مقابل تنوع السلوك الإنساني، فإن "كلود ليفي ستراوس" يبرز أن السلوكات الإنسانية ذاتها يتداخل فيها الطبيعي والثقافي، مما يؤدي إلى صعوبة الفصل بينهما، لكنه يقترح حلا منهجيا بالاعتماد على مفهومي القاعدة وما هو عام وكوني.