📁 منوعات

الرغبة والحاجة تحليل نص ميلاني كلاين

الرغبة والحاجة: تحليل نص ميلاني كلاين

أولاً: مطلب الفهم

تأطير النص

النص ينتمي نظرياً إلى علم النفس التحليلي، وبذلك سيكون تناوله للرغبة من زاوية سيكولوجية، ويعود هذا النص لصاحبته المحللة النفسية النمساوية ميلاني كلاين. وهذه المحللة النفسية اتجهت في أبحاثها نحو دراسة التكوين النفسي للأطفال. إذن يمكننا تأطير النص بالقول: يتأطر هذا النص داخل المجال الإشكالي لمجزوءة الإنسان حيث يعالج مفهوم الرغبة وعلاقتها بالحاجة وخصوصاً قضية تحول الحاجات إلى رغبات.

إشكالات النص

  • ما الرغبة وما الحاجة؟ وما طبيعة العلاقة بينها؟
  • هل هي علاقة استمرار أم قطيعة؟
  • كيف تتحول الحاجة إلى رغبة حسب هذا النص؟
  • كيف يتدخل إشباع الرغبات في تحديد شخصية الفرد؟
  • هل ترتبط الرغبة بما هو شعوري أم بما هو لا شعوري؟

ثانياً: مطلب التحليل

أطروحة النص

تدافع "ميلاني كلاين" عن أطروحة مفادها أن الحاجة تتحول إلى رغبة لا شعورية، وأن العلاقة بين الحاجة والرغبة هي علاقة امتداد نفسي لا شعوري تحكم حياة الفرد في المستقبل، والصراع بين الرغبة وإشباعها هو أساس نضج الشخصية وتفجير طاقات إبداعية فيها.

والمقصود بهذا أن علاقة الطفل بثدي أمه لا تقف عند حدود إشباع حاجة بيولوجية ضرورية (الحاجة إلى الطعام)، بل تمتد هذه الحاجة إلى رغبة في التخلص من كل ما يمكن أن يهدد كيان الطفل الرضيع. وبالتالي فالحاجة تتحول إلى رغبة في الشعور بالحماية والأمان والتخلص من الخوف والقلق الاضطهادي والدوافع التدميرية. وهكذا تتحول علاقة الحاجة بالرغبة إلى علاقة لا شعورية، تحدد شخصية الفرد المستقبلية.

البنية المفاهيمية في النص

يتشكل هذا النص من بنية مفاهيمية وجب الوقوف عندها لفهم وتحليل موقف صاحب النص، أي أن شرحنا لهذه المفاهيم يزيد من فهمنا لهذا النص، ولعل أبرز تلك المفاهيم:

الرغبة
الرغبة في اللغة عموماً هي الحرص على الشيء والطمع فيه، وفي المعجم الفلسفي "لأندي لالاند" هي ميل عفوي، نحو موضوع معلوم أو متخيل، وحسب هذا النص فالرغبة هي تحول الحاجة إلى ميل ونزوع.
الحاجة
الجانب البيولوجي في الإنسان وهي ضرورة طبيعية كالأكل والشرب والنوم...، وهي عند الإنسان قابلة للتطور والتنوع حسب الثقافات والمجتمعات.
الإحباط
هو الحيلولة دون تحقيق الإنسان لرغبة من رغباته، فيتم كبت هذه الرغبة في اللاشعور، وينتج عن عدم تحقيق هذه الرغبة مشاعر مؤلمة.
الإعلاء
أعلى يعني سَمَا وارتفع، وهو حسب النص تحويل طاقات الإنسان وغرائزه المستخدمة في سلوك غير مقبول إلى غاية نبيلة يقدرها المجتمع.

الوحدات الفكرية في النص

  • يرغب الطفل في الحضور الدائم لثديي أمه تحقيقاً لحاجاته للطعام ورغبة في التخلص من قلقه وغرائزه التدميرية.
  • تميز ميلاني كلاين بين طريقتين في الإرضاع: طريقة أقل ضبطاً لزمن الإرضاع وطريقة أكثر ضبطاً.
  • ضرورة إعطاء الطفل فرصة التنفيس عن الذات والتخلص من توتراته ودوافعه السلبية.
  • تؤكد صاحبة النص أن الصراع بين الرغبة وإشباعها عند الطفل يؤثر سلباً على شخصيته.

البنية الحجاجية للنص

  1. عرضت ميلاني كلاين أطروحة مفادها أن الحاجة كضرورة بيولوجية تتحول إلى رغبة نفسية لا شعورية.
  2. استشهدت ميلاني كلاين على ذلك بأمثلة ونماذج من الواقع لتأكيد فكرتها.
  3. رتبت وميزت بين طريقتين في الإرضاع: طريقة أولى أقل ضبطاً لزمن الإرضاع، وطريقة ثانية صارمة