📁 آخر المقالات

المحور الثاني: الوعي واللاوعي "سغموند فرويد / آلان"

الوعي واللاوعي تحليل نص فرضية اللاشعور لسغيموند فرويد

تأطير النص

تأطر النص داخل المجال الاشكالي لمجزوءة الإنسان حيث يعالج مفهوم الوعي وعلاقته باللاوعي وخصوصا قضية الأساس العام للحياة النفسي

إشكالات النص

  • ما المقصود بمفهومي الوعي واللاوعي؟
  • من الذي يتحكم فينا وفي حياتنا النفسية؟ هل الوعي أم اللاوعي؟
  • وما هو موق صاحب النص من العلاقة بينهما؟

أطروحة النص

يقول فرويد: "إن فرضية اللاشعور هي فرضية ضرورية ومشروعة، وإننا نتوفر على حجج متعددة تثبت وجود اللاشعور. وضرورة فرضية اللاشعور آتية من كون معطيات الشعور ناقصة نقصا شديدا. فغالبا ما تحدث لدى الإنسان السليم والمريض على حد سواء، أفعال نفسية يفترض تفسيرها أفعالا أخرى، لا يشهد لها الوعي بالوجود".

يرفض فرويد أن يكون الشعور أساسا وحيدا لحياتنا النفسية مؤكدا أن الشعور جزء بسيط في الجهاز النفسي وعاجز عن تفسير ظواهر نفسية عميقة كالأحلام مثلا. لذلك لا بد من الاعتماد على اللاشعور لأنه يشكل المنطقة الكبرى في الجهاز النفسي ومن خلاله يمكن تفسير مختلف الظواهر النفسية التي عجز الشعور عن تفسيرها وشرحها.

البينة المفاهيمية

  • الشعور-الوعي: "مجموعة العمليات العقلية أو الحالات النفسـية التي يعيها الفرد ويستطيع استرجاعها في لحظة ما". كما يمكن القول انه "إدراك المرء لذاته أو لأحواله وأفعاله إدراكًا مباشرًا وهو أساس كل معرفة".
  • اللاشعور – اللاوعي: كلمة تشير بها إلى مجموعة الحوادث النفسية التي لا نشعر بها وتؤثر في سـلوكنا، كالدوافع الغريزية، والذكريات المنسية، والأحلام، والرغبات المكبوتة. التي لم يتم إشباعها نظرا لتعارضها مع مبدأ الواقع.
  • الحلم: يعَرَّف الحلم في التحليل النفسي على أنه نشاط تفكيري يحدث استجابةً لمنبه أو دافعٍ ما، وهو عبارة عن سلسلة من الصور أو الأفكار أو الانفعالات التي تتمثل للعقل أثناء نوم صاحبه. ويعبر الإنسان من خلاله عن الكثير من الهواجس والتطلعات والأماني والرغبات المكبوتة والتخوفات.

البنية الحجاجية للنص

  • الدحض: يتمثل في انتقاده للتصور الفلسفي الذي بالغ في تقدير خاصية الشعور واعتبار اليقظة وعالم الحس هما الأساسيين في تفسير ظاهرة الوعي. "يجب ان لا نبالغ في تقدير خاصية الشعور".
  • العرض: عرض فرضيته القائلة ان اللاشعور هو الأساس العام للحياة النفسية للانسان.
  • التفسير: فسر أطروحته من خلال ابراز عجز الشعور عن تفسير الكثير من الاحداث النفسية مع بيان أثر الشعور في تفسير هذه الظواهر
  • المثال: يتجلى من خلال نقطتين أساسيتين، أولها تركيزه على "الحلم" كمظهر من مظاهر النشاط في عالم اللاشعور. وثانيها "المخاوف الهستيرية" التي هي عبارة عن اضطرابات نفسية في شخصية الفرد

استنتاج عام

اللاشعور عند "فرويد" هو الأساس الحقيقي للحياة النفسية للإنسان. وبذلك يكون "فرويد" قد خلق رجة قوية في المناهج الفلسفية القديمة، فقد قـدمـت فرضية اللاشعور أفكارا وتوضيحات نجحت في تفـسير الكثير من أنواع السلوك الإنساني، وساهمت في علاج الكثير من الأمراض النفسية المستعصية على الطب العادي. لكن وبالرغم من أهمية فرضية اللاشعور وقيمتها، فإن طرحٌ أصحابها بأنها نظرية فلسفية شـاملة قادرة على تفسير جميع مظاهر الثقافة الإنسانية طرح فيه تجاوزات كبيرة، خصوصا وأنها تنظر للإنسان كحزمة من الغرائز، وتعمل على تفسير كل شيء بالغرائز بما في ذلك الدَّين والأخـلاق. متناسية في ذلك دوافع أخرى (سياسية، دينية، ثقافية...) ترتبط باللاوعي.

موقف ألان (إميل شارتي)

إذا كان فرويد يؤكد على الدور الأساسي للاوعي في توجيه سلوكات وأفكار الذات الإنسانية والتحكم فيها، فإننا نجد الفيلسوف الفرنسي المعاصر ألان (إميل شارتيي) يرفض أطروحة فرويد هذه، فلفظ اللاشعور هو من نسج خيال فرويد، ولا يمكنه أن يكون "أنا آخر" إنه شخصية أسطورية. ليؤكد "ألان" في هذا الصدد على أن أفكارنا وسلوكاتنا إنما هي نتائج للوعي، أي نتاج لإرادة صادرة عن الذات الواعية الفاعلة والمتحكمة. وهذا يعني أن كل وعي أو شعور هو عقلي ومفكر فيه من قبل العقل الواعي.

تعليقات