📁 منوعات

مجزوءة الانسان تقديم عام

تمهيد عام

يطرح مفهوم الإنسان غموضًا عميقًا أمام الفكر الإنساني، لذلك ظلّ سؤال «ما الإنسان؟» ملازمًا له عبر مختلف مراحل تاريخه الفكري والمعرفي. غير أنّ طريقة طرح هذا السؤال وصياغته لم تكن واحدة، بل اختلفت باختلاف الأزمنة والسياقات الحضارية، مستحضرة في كل مرة ما راكمه الإنسان من معارف علمية وفلسفية. ورغم هذا الغموض الذي يلفّ ماهية الإنسان، فإن له خصائص أساسية تسهم في فهمه والتعامل معه، من قبيل: 🧠 العقل، 👁️ الوعي، ✨ الرغبة، 🛠️ الصنع، و🎨 الإبداع. ومع ذلك، لم تفلح المحاولات الفكرية المتعددة في الوصول إلى تعريف نهائي جامع مانع للإنسان، قادر على حسم الإشكال بشكل قاطع، وهو ما لم يمنع من بلورة اجتهادات تعريفية متعددة، تختلف باختلاف التخصصات العلمية، والمراحل التاريخية، وتتنوع بتنوع زوايا نظر الباحثين.


🤔 هل سألت نفسك يوماً: ما الإنسان؟

بما أن الإنسان كائن دائم التساؤل والبحث عن حقيقته، فإننا في قناتنا نرافقك في هذه الرحلة الفكرية لتعميق فهمك لذاتك وللعالم من حولك. اشترك الآن لتصلك حلقاتنا الفلسفية التي تغوص في جوهر الوجود البشري.

اشترك في قناة Philorami على اليوتيوب

فالإنسان، من جهة، كائن حي يشترك مع باقي الكائنات في مجموعة من الخصائص البيولوجية والغريزية، لكنه، من جهة أخرى، لا يقتصر على هذه الخصائص وحدها. فهو كائن له حاجات طبيعية، وفي الآن نفسه يمتلك رغبات تتجاوز الضرورة البيولوجية، أي حاجات يصنعها بنفسه. والغريزة الجنسية، مثلًا، توجد لديه كما توجد لدى باقي الحيوانات، غير أنه لا يكتفي بمجرد الامتلاك الجسدي للطرف الآخر، بل يسعى إلى أن يكون محبوبًا ومعترفًا به. وهو يحتاج إلى الغذاء كما يحتاج إليه كل كائن حي، غير أنه لا يرضى بما تقدمه له الطبيعة مباشرة، بل يعمل على تحويله وتغييره وإنتاجه وفق حاجاته ورغباته.

كما يدخل الإنسان في صراع مع بني جنسه من أجل السكن والغذاء، غير أنّ طرد المنافس أو الخصم لا يكفيه، بل يسعى إلى إخضاعه والسيطرة عليه، وإجباره على الاعتراف بسيادته وهيمنته. فالإنسان لا يكتفي بأن يعيش، بل يريد أن يفرض نمط عيشه، وأن يجعل الآخر يعمل بدلًا عنه، ويخضع لقوانينه وقيمه. ومن هنا يمكن القول إن الإنسان، في كثير من الأحيان، لا يعرف بدقة ما يريد، لكنه يعرف جيدًا ما لا يريد. فهو ليس ما هو عليه فحسب، لأنه غير راضٍ عن واقعه، ولا يقبل أن يكون مجرد كائن طبيعي، بل يسعى دائمًا إلى تجاوز ما هو كائن. إنه حيوان ناطق، لكنه الحيوان الوحيد الذي يستعمل اللغة ليقول «لا»، أي ليعترض ويرفض ويتمرد.

آفاق المقاربة الفلسفية

وانطلاقًا من ذلك، تحيلنا المقاربة الفلسفية لمفهوم الإنسان على آفاق متعددة ومتشابكة؛ فهو كائن يتأرجح بين:

  • 🌓 العالم الحسي والشعوري: (الشعور والوعي).
  • 🌑 عالم آخر خفي: (اللاشعور واللاوعي).
  • 🌿 كائن طبيعي: تحكمه الغرائز والحاجات.
  • 🎭 كائن ثقافي اجتماعي: تحدده الرغبات النفسية والوجدانية.
  • 👥 كائن فردي واجتماعي: يصنع شبكة معقدة من العلاقات.

وتبقى هذه القضايا والمفاهيم مدخلًا أساسيًا لفهم الإنسان وإدراك حقيقته، غير أن هذه الحقيقة تظل مفتوحة على مساحات من الغموض، وهو ما يجعل الفكر الإنساني في حركة دائمة نحو المزيد من التساؤل والبحث والتفكير.