📁 منوعات

تقديم عام لمجزوءة الوضع البشري


مقدمة: مجزوءة الوضع البشري

يشير الوضع البشري إلى أهم مجال للتفكير الفلسفي، إنه الوجود الإنساني، بما يتميز به من تعقيد وتداخل في مختلف مستوياته، سواء كان فرداً متميزاً أو جماعة تفاعلية أو تاريخاً مشتركاً. فالكائن البشري يحس أنه كائن متميز عن الحيوانات وباقي الأشياء والموضوعات الأخرى، بوعيه وإرادته العاقلة والحرة. وهذا ما يسمح له بالتساؤل عن ذاته، وعن قيمته في هذا الوجود، وعن الدور المنوط به في هذه الحياة، بالنظر إليه ككائن أخلاقي وحقوقي.

ومن المؤكد أن الإنسان لم يوجد ليعيش وحيداً، ولا يتحدد كذات معزولة عن الآخرين، بل يدخل مع غيره في علاقات متنوعة ومختلفة، علاقات قد تتسم بالتكامل عندما يكون الغير مكملاً وفاعلاً أساسياً لوجود الأنا، أو بالصراع والتنافر حينما يصبح الغير مهدداً لوجود الأنا.

وهذا ما يدفع إلى استحضار مفاهيم أساسية تشير إلى البعد التآزري للوجود البشري: "الشخص، الغير والتاريخ". هذه المفاهيم تشكل مدخلاً للتفكير في الوجود البشري بطريقة منظمة. إذن ما هو الشخص ...؟ وكيف تتحدد علاقته بالغير...؟ وهل هو نتاج أم منتج لتاريخه وشروطه...؟

🎓 إعداد وتصميم: ذ. الرامي عبد الغاني