📁 منوعات

تقديم عام لمجزوءة المعرفة

✅ تقديم عام: مجزوءة المعرفة

يتميّز الوجود الإنساني بكونه وجودًا معرفيًا بامتياز، إذ لا يعيش الإنسان إلا بدافع فهم ذاته وفهم العالم الذي يحيط به، سواء بقصد التفسير أو التحكم في الطبيعة وتسخيرها لفائدته. فالمعرفة ليست هبة تُمنح للإنسان، ولا معطًى جاهزًا يُؤخذ كما هو، بل هي بناء معقّد يقوم على علاقة ثلاثية تجمع بين الذات العارفة القادرة على الفهم، وموضوع قابل للمعرفة، ومنهج محدد يوجّه عملية البحث.

وقد سعت الفلسفة، عبر تاريخها الطويل، إلى مساءلة قضايا المعرفة وصياغة إشكالاتها الكبرى، واضعة الحقيقة كغاية نهائية لكل فعل معرفي. غير أن هذا المسعى لم يتحقق إلا بعد إحداث قطيعة مع الرأي العام والمعرفة العامية، التي تتسم بالبساطة والسطحية والتلقائية، لصالح بناء معرفة موضوعية مؤسسة على النقد والتأمل والبرهنة.

ومع تطور الفكر الحديث، اتخذ مفهوم الحقيقة طابعًا علميًا، حيث عمل المجتمع العلمي المعاصر على وضع قواعد صارمة للبحث الموضوعي، بالاعتماد على الملاحظة والتجربة والاختبار والمقارنة والقياس. وهي أدوات منهجية تسمح بتحويل الفرضيات إلى قوانين علمية تعبّر عن العلاقات الثابتة والمنتظمة بين الظواهر.

وعليه، فإن كل بناء معرفي قد يكون ناتجًا عن الواقع التجريبي، أو عن النشاط العقلي النظري، أو عن تفاعل الاثنين معًا. وهذا ما يفتح الباب أمام سؤال مركزي في مجزوءة المعرفة: هل تُبنى المعرفة اعتمادًا على العقل أم على التجربة؟ أم أن المعرفة ثمرة تفاعل جدلي بينهما؟ ويبقى الهدف الأسمى من هذا المسعى المعرفي هو البحث عن حقيقة العالم وحقيقة الإنسان الذي يسعى إلى فهم هذا العالم ومعرفة قوانينه.


📌 إشكالات مجزوءة المعرفة

  • ما طبيعة العلاقة بين الذات والموضوع في بناء المعرفة؟
  • هل تقوم المعرفة على العقل أم على التجربة أم عليهما معًا؟
  • كيف نميز بين الرأي والمعرفة العلمية؟ وما شروط الموضوعية؟
  • ما قيمة المنهج في الوصول إلى الحقيقة؟ وهل الحقيقة واحدة أم متعددة؟